عدد الرسائل : 13 العمر : 37 العمل/الترفيه : etudiente المزاج : normale تاريخ التسجيل : 02/03/2009
موضوع: كوادر الصحافة الجزائرية بين أيدي دول أخرى الجمعة 6 مارس 2009 - 7:39
وصلت التعاسة المادية عند الصحفيين والمراسلين الجزائريين إلى درجة استغلال البعض لمنصبه من أجل مدح شخصيات تحمل سمات سامة في الوسط الاجتماعي الجزائري، ليعطوها صورة امتياز من خلال مقالاتهم التي لا علاقة لها بالواقع. والهدف يبقى:المصالح الشخصية. اما البعض الآخر، فيفضل البقاء على مهنيته، والرحيل إلى بلاد تحترم عمل
يطول الحديث ان تطرقنا الى المضايقات التي يتعرض لها الصحفيين الجزائريين من جراء كتاباتهم التي تتميز بالصراحة، انطلاقا من المكالمات المباشرة التي يتلقونها على هواتفهم، لتصبح مهنتهم كمزاد علني، مفتوح لمن يدفع أكثر.
كمثال على ذلك، ما كتبه الصحفي سواريت في جريدة "الأجواء الجزائرية" تحت عنوان " لغة البطون ترصدها العيون". وقد انتقد سواريت في مقالته بعض الصحفيين و المراسلين الجزائريين الذين يعبرون مسافات كبيرة فقط لأجل ملاقاة شخصيات و مدحها في الجرائد، مقابل وجبة فطور أو ما شابه.
وبعد نشر مقاله، عاداه هؤلاء الزملاء لأنه عبر عن الحقائق التي يعيشها الإعلام الجزائري الذي بات يترادف ومصطلح "المصلحة".
ومن خلال هذه القضية، يمكن التطرق للحديث عن الشح المادي المفروض على الصحفيين و المراسلين الجزائريين من قبل مدراء الجرائد الذين ينعمون بمداخيل عالية، غير مبالين بالمجهود الذي يبذله الصحفيون و المشاكل التي تعترض عملهم.
من جريدة صوت الغرب الجزائرية ، تحدثت الصحفية ف.ز. (التي فضلت عدم ذكر اسمها بالكامل) لمنصات عن ما تعرّضت له على يد بعض المهربين الجزائريين، بعد نشرها مقالا حول التجاوزات على الحدود الجزائرية المغربية. هؤلاء المهربون اعتدوا عليها بالضرب المبرح.
و رغم ذلك، لم يقم أي مسؤول في الصحيفة بواجبه، من دعم مادي او معنوي. لكن هذه الصحفية واصلت عملها بكل تحد. وصرحت لمنصات بأنه، مع التهميش المادي- فهي تتقاضى "أجرا زهيدا تشمئز منه الأنفس!"- لا تخفي نية رحيلها إلى جريدة أخرى سواء في الجزائر أو دولة أخرى، تعرف كيف تحترم الصحافيين وحقوقهم.
المعروف اليوم في الجزائر بأن أغلب الصحفيين و المراسلين ليسوا مؤمّنين لدى مراكز التأمين الجزائرية. هذا يطرح استفسارا عن مآلهم في حال تعرضهم لأضرار أثناء أو بعد القيام بواجبهم الإعلامي.
الكثير من الكوادر الإعلامية تخلت عن عالم الصحافة، لأن المجازفة بدون ضمانات شيء من الصعب تقبله خاصة و ان البلد يعيش عصر المضايقات الصحفية، سواء من قبل المسؤولين أو من قبل أصحاب النفوذ الذين يسعون لإسكات الكلمة الصريحة التي تتجرأ على انتقادهم.
منصات التقت بالصحفية هجيرة رحال، المعروف عنها مواضيعها الشائكة والتي اشتهرت في قضيتها مع السلفيين.
فبعد ان كان هؤلاء قد رفعوا عليها قضية قدح وذم، استطاعت ان تنال البراءة بعد مشوار طويل في محكمة وهران الجزائرية. أكدت رحال بأن " الديمقراطية في الجزائر ضرب من الخيال. الصحفي يعاني من مضايقات متنوعة و مختلقة تؤثر على مغزى عمله. فالحرية الإعلامية شيء من الصعب رؤيته على أرضية الواقع في بلد يحوي تشكيلات سياسية مختلفة، لكن متوحدة على رفض انتقاد الصحافة لها".
ورغم الشجاعة الإعلامية التي ظهرت بها عدة جرائد جزائرية على غرار "الشروق اليومي"، "الخبر" و"النهار الجديد" في تغطيتها للأحداث وصراحتها في التعاطي مع المواضيع المختلفة، إلا أن الصعوبات ما زالت العنوان الذي يصادفه الصحافيون العاملون في هذه الصحف.
يبدو ان هذا الواقع المفروض على الصحافيين في الجزائر يعتبر من أهم الأسباب التي جعلت الكثير منهم ينشدون الرحيل إلى دول أخرى، خاصة دول الخليج.
فقناة الجزيرة مثلا أصبحت تضم أسماء جزائرية كبيرة نذكر منها " عبد القادر عياض"، "خديجة بن قنة "، "زياني فيروز" و"عبد المجيد بوطمين". هؤلاء يشكلون اليوم الكوادر الأساسية في القناة، ناهيك عن قناة "الجزيرة الرياضية" التي تضم "خضر بريش" و"حفيظ دراجي" وهو آخر المنضمين. يذكر بأن دراجي انتقل الى الجزيرة بعد سوء تفاهم مع مدير التلفزيون الجزائري "حمراوي حبيب شوقي"، حيث كان نائبا لهذا الأخير. كما نذكر "نادية بوزيدي" العاملة اليوم بقناة "دوزام المغاربية".