منتدى علوم الاعلام و الاتصال
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هموم الصحافة العربية صورة طبق الأصل عن هموم الأمة العربية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
قطرة ندى

قطرة ندى


انثى
عدد الرسائل : 10
العمر : 37
العمل/الترفيه : طالبة
المزاج : مرحة
تاريخ التسجيل : 14/03/2009

هموم الصحافة العربية صورة طبق الأصل عن هموم الأمة العربية Empty
مُساهمةموضوع: هموم الصحافة العربية صورة طبق الأصل عن هموم الأمة العربية   هموم الصحافة العربية صورة طبق الأصل عن هموم الأمة العربية Emptyالسبت 11 أبريل 2009 - 2:19

قد يكون عنوان هذا المقال، بالنسبة لفريق من القراء كافياً ووافياً إلى درجة تغني عن قراءة المقال، ولكنه قد يكون، بالنسبة لفريق آخر من القراء
بمثابة فتح شهية لمتابعة تفاصيل التشابه أو التطابق بين هموم الصحافة العربية، وهموم الحياة العربية العامة.

لإرواء فضول هذا الفريق المثالي، سأحاول في السطو التالي رسم تفاصيل الصورة كما أراها، مقسماً هموم الصحافة العربية إلى نوعين:

- هموم الصحافة، بصفتها رسالة.

- وهموم الصحافة باعتبارها مهنة.

وهذا التقسيم هو من باب اختلاف التفاصيل، وليس في باب اختلاف القيمة أو المستوى، فالصحافة يمكن أن تمارس رسالة ومهنة ، على مستوى رفيع، ويمكن
أن تمارس، رسالة ومهنة أيضاً، على مستوى رخيص.
فإذا بدأنا بالحديث عن رسالة الصحافة فأننا نجد أنفسنا أمام هموم ومشكلات الإنسان العربي الذي يمارس الصحافة: تكوينه الشخصي والثقافي فرص إعداده المهني، طموحاته، قدراته، الفرص المتاحة أمامه للتعبير عن نفسه ولاستخدام الحد الأقصى «أو الأدنى حسب الظروف» من طاقاته الإبداعية وفرص تعرضه للفساد والإفساد، وتسخير طاقته أما فيما يفيد الصالح العام- لشعبه وأمته- أو فيما يلبي حاجات صاحب السلطة والمال. فإذا توقعنا أمام كل عنصر من هذه العناصر المكونة لشخصية الصحافي العربي، وللظروف المحيطة به، فإننا نجد في كل عنصر من هذه العناصر، الصيغة التي طرحنا في عنوان المقال، أي نجد أن هموم الصحافي العربي، في كل عنصر من عناصر تكوين شخصيته وتكوين الظروف المحيطة به لممارسة عمله، هي صورة طبق الأصل عن هموم الحياة ة العربية العامة.
حيث تكون الشخصية الثقافية والفكرية والوجدانية للصحافي العربي، فإن الهموم والمشكلات هي نفسها هموم ومشكلات الإنسان العربي المعاصر في مجال
تكونه التعليمي والتربوي. فنحن ما زلنا تائهين وغير محددين في حسم موضوع علاقة العرب بالغرب، والاتفاق على صبغة هذه العلاقة الأنسب لمصالحنا:

1- هل نلتحق بالغرب التحاقاً كاملاً طلباً للتقدم؟

2- هل نقاطع الغرب مقاطعة تامة، حفاظاً على شخصيتنا؟

3- هل نتفاعل مع الغرب تفاعلاً طبيعياً مبنياً على الحفاظ على شخصيتنا
والتعامل مع الغرب تفاعلاً نقدياً واعياً، يستوعب ما يفيدنا ويعجبنا، ونلفظ ما لا يفيدنا ولا يعجبنا؟
ولو نحن أجرينا دراسة علمية في مكونات شخصية الإنسان العربي المعاصر، لوجدناه مقسماً وموزعاً بين هذه الصيغ الثلاث والأمر نفسه يتكرر تماماً لو درسنا نماذج شخصيات الصحافيين العرب.
هذا في مجال تكون الشخصية، أما في مجال التعبير عن هذه الشخصية وإطلاق مكوناتها الإبداعية، وتوجيه ذلك في هذا الاتجاه أو ذاك «اتجاه
المصلحة الوطنية والقومية العامة، أو اتجاه خدمة صاحب السلطة وصاحب المال» فالمشكلة هي ذاتها، الهم هو ذاته، في الحياة العربية العامة، وفي مهنة
الصحافة بل أن هذه المشكلة بالذات، وهذا الهم بالذات نجدة في دنيا الصحافة العربية، تجسيداً نموذجاً لهموم الحياة العربية العامة.
وما عليك لاكتشاف كل أعماق هذه المشكلة، إلا أن تقارن بين الصحافي العربي عندما يمارس المهنة خارج وطنه العربي الكبير.. فأنت ستجد أمامك في
الخارج شخصية مكتملة النضج، مكتملة الاندفاع والحيوية، مكتملة التوازن والانفتاح، تعمل في الحقل الدقيق لتخصصها.

أما إذا انتقلت إلى الداخل العربي، فإنك ستجد أن الظروف تدفع الصحافي العربي إلى أن يكون النقيض الكامل لكل ذلك، ومن يشذ منهم عن القاعدة، فإنما يفعل ذلك بجهد شخصي وعناد شخصي، لابد من أن يدفع ثمنه غالياً، أما من صحته وأعصابه، أو من دخله المادي، وغالباً ما يكون الثمن
مزدوجاً.

وهذه الأعراض هي نفسها أعراض الإنسان العربي بين الوطن والمهجر، وأعراض الصحافي العربي بين الوطن والمهجر.

بل أن المشكلة تصبح أكثر وضوحاً وبروزاً وتجسيداً عندما ننتقل من المفارقة بين الأفراد إلى المقارنة بين المؤسسات، عندئذ ستبدد المفارقات
بين الخارج والداخل صارخة إلى آخر مدى، عندما نقارن بين صحف عربية تصدر في المهجر، وصحف تصدر في الوطن وتكون المقارنة أكثر استفزازاً عندما تكون جهة الإصدار واحدة في المهجر والوطن.
فإذا انتقلنا من صعيد الرسالة الصحفية إلى صعد المهنة الصحفية، فإن الأمر يبقى كما هو: هموم الصحافة، هي صورة طبق الأصل عن هموم الأمة العامة، فأنت إذا درست أوضاع الصحف العربية التي تصدر في باريس ولندن، وتلك التي تصدر في بعض البلدان العربية، خاصة في منطقة الخليج العربي، فأنك ستجد أن بعض هذه المؤسسات تمثل نموذجاً حياً ممتازاً عن فكرة الوحدة العربية، فالتكامل نموذجي بين التمويل والجهد الإنساني، والجهد الإنساني وحده نموذج رائع لتكامل الطاقات العربية. فقد نجد في صحيفة واحدة كفاءات عربية من عشر دول عربية. تعمل بتكامل وتناغم أشبه بالاوركسترا.
السمفونية وهي في ذروة إبداعها. بل إن مؤسسة إعلامية أجنبية «هي القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية بي.بي.سي يمكن اعتبارها إحدى أرقى
هذه النماذج الوحدوية العربية، أما المقارنة، وأما المشكلة، وأما الهم، فهو في أن كل ذلك يجري بينما الحياة السياسية والاقتصادية العربية تعيش في
ذروة عصر المنطق القطري والإقليمي. أنها مفارقة صارخة في الحياة الصحافية العربية كما في الحياة العربية العامة.

فإذا تجاوزنا هذه المقارنة في مجال التكوين البشري للمؤسسات الصحفية العربية، أو بعضها، فأننا سنجد أن كل مشكلات التفكك العربي منعكسة على
مهنة الصحافة العربية، بل مهنة الإعلام العربي عموماً.

فالنغمة الغالبة في معظم الصحف العربية هي نغمة الهموم الصغرى تماماً كما في الحياة العربية العامة.

وطابع الحياة الاستهلاكية وقيمها التي تسيطر على قيم الحياة العربية العامة صارخة السيطرة على الصحافة العربية وكما أن الحياة العربية العامة
هي شديد المعاصرة في شكلها الخارجي، شديدة التخلف في جوهرها، فأنني أستميح عذراً من كل الوطن العربي، أن اطرح اقتناعي بأن الصحافة العربية في هذا
المجال أيضا، صورة طبق الأصل عن الحياة العربية العامة: عصرية جداً في الشكل، متخلفة في الجوهر والمضمون.

طبعاً، هناك بحر من التفاصيل لا شاطئ له في هذا الموضوع، ولكننا نكتفي بهذا القدر، على سبيل المثال لا الحصر، ونختم بهم هو من أكبر هموم
الصحافة العربية في المجال المهني وهو هم التوزيع فلو نحن رجعنا إلى الوراء أربعين أو خمسين عاماً، فأننا سنجد صحافة عربية، يومية وأسبوعية
وشهرية، كانت تمارس انتشاراً أو نفوذاً وتفاعلاً على مستوى الوطن العربي بأسره، أما اليوم، فإننا سنجد المطبوعات العربية الصحافية، في غالبيتها
العظمى، لا توزع ولا تؤثر ولا تتفاعل إلا مع بضعة كيلومترات محددة في مقر صدورها، في كثير من الأحيان، وذلك على صعيد الصحافة اليومية والأسبوعية
والشهرية، وعلى صعيد الصحافة العامة، كما على صعد الصحافة المتخصصة ونادرة هي النماذج الخارجة عن هذا الوضع العام، وهي تتخذ شكل الشذوذ الذي يؤكد
القاعدة ولا ينفيها.

بقي أن أختم هذه السطور التي قد تبدو غارقة في التشاؤم، أننا نشهد في الصحافة العربية المعارضة كما في الحياة العربية المعاصرة، أكثر من
بؤرة ينبعث منها النور باتجاه المستقبل ولكن ذلك لا يكفي، ولا يمكن أن يبعث على الاطمئنان إلا عندما نحول هذه البؤر من بؤر معزولة إلى أسلوب عام
في الحياة العربية، وأسلوب عام وغالب في الصحافة العربية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هموم الصحافة العربية صورة طبق الأصل عن هموم الأمة العربية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الصحافة والاخلاق
» كتاب هم و الصحافة
» =* تطور الصحافة الجزائرية *=
» الصحافة الالكترونية وخصائص مطبوعة الانترنت
» مدخل إلى علم الصحافة لفاروق أبو زيد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى علوم الاعلام و الاتصال :: مقالات اعلامية-
انتقل الى: