بعدما كان المسجد في حقبة ماضية مكانا يجلب المتاعب، وتم حظره من معالجة مجالات حساسة في حياة المواطن الجزائري، لأسباب سياسية ، هاهو يعود إلي عمله وبقوة لأسباب سياسية أيضا بعد الإقبال الكثيف عليه في السنوات الأخيرة. في جولات تفقدية وعملية عبر أنحاء ولايات الوطن أقام وزير الشؤون الدينية والأوقاف"أبو عبد الله غلام الله" "ندوات تكوينية لائمة المساجد" بغية تخريج مواطن مسئول اتجاه قضايا وطنه.
ودعا الوزير الأئمة إلي ضرورة تحسيس المواطن وتوعيته بتحمل مسئوليته اتجاه الوطن وتحليه بالمواطنة،،وأوضح أن دور المسجد بات مهم جدا في حياة كل فرد جزائري مسلم.
كما ثمَّن "غلام الله" دور الأئمة وتوحدهم حول الإسلام والوطن والعروبة، قائلا:"من المسجد تنطلق الروح الوطنية ليتذكر الشباب أن هذا الوطن هو ارث الشهداء يجب الحفاظ عليه"..
ويبدوا أن المسجد الذي رُفِع عنه الحظر في حقبة المصالحة الوطنية مخول هذه المرة أن يدخل بقوة في الحملة الانتخابية التي ترشح فيها الرئيس الحالي "عبد العزيز بوتفليقة" بعد تعديل في بعض مواد الدستور التي من شانها السماح للرئيس بعهدة ثالثة في الحكم.
لكن الوزير طلب من الحضور أن يفرقوا بين السياسة" السياسية" والسياسة الشرعية التي تعد من مهام الأئمة لأنها هي التي تصنع مواطن يؤمن بمواطنته. ولا يتهرب من الواجب وان يمارس حقه اتجاه وطنه ولو بوضع ورقة في الصندوق ولا مانع في خوض الأئمة في خطبهم الانتخابات شرط أن لا يدعو لنصرة هذا أو ذاك.
كما أنكر أن يتحول منبر المسجد لشن حملات دعائية للانتخابات ولكن "لابد أن نساهم في بناء وطننا وان نسمع أصواتنا وان نقول رأينا فيما يخص شؤون بلادنا لان هناك من يريد أن يفقدنا سبب وجودنا والتخلي عن وطننا وديننا وهم كثر من" الداخل والخارج".
كان المسجد خارج نطاق السياسة وبعيد كثيرا عن قضايا مثل الانتخابات وكان الإمام وما يقول تحت الرقابة المشددة الآن اختلف الأمر وبات المسجد وإمامه الفاعل الأكبر في المجتمع وحتى السياسة أصبحت تحاك بعض خيوطها الشائكة في خُطب الأئمة.
منقول