شجرة الدر مشرف عام
عدد الرسائل : 194 العمر : 39 العمل/الترفيه : طالبة المزاج : هادئة تاريخ التسجيل : 15/01/2009
| موضوع: احتدام الصراع بين ثقافة تلفزة الفضائيات والثقافة المدونة الأربعاء 23 سبتمبر 2009 - 13:35 | |
| في عصر ثورة الاتصالات وتقدمها .. احتدام الصراع بين ثقافة تلفزة الفضائيات والثقافة المدونة
حين ظهر التلفزيون لاول مرة في العراق خلال منتصف القرن الماضي اثار الدهشة والانبهار، بل تساءل بعض الناس بخيالهم البسيط، كيف يدخل كل هؤلاء البشر المرئيين إلى هذا الصندوق العجائبي؟! آنذاك اعتقد الكثير من النخب المثقفة ان تأريخ ظهور التلفزيون في العالم بشكل عام والعراق بشكل خاص، هو بداية لتراجع وانحسار الثقافة الانسانية المدونة او المطبوعة والتي يعتبر الكتاب من اهم اقانيمها ومصادرها ومرجعياتها، لكن وعبر قرون عدة لم يتحقق شيء من هذا الاعتقاد، لا بل لم يختف سحر الكتاب، برغم انفجار علم الاتصالات وقيام ثورته الاكتساحية وانتشار بشكل لافت للنظر قنوات ومحطات فضائية بامكانها ان تنقل المتلقي وهو في غرفته إلى ابعد قرية في العالم، فضلاً عن ذلك فان بعض تلك الفضائيات أخذت تتخصص بتقديم مختلف أنواع الثقافات والعلوم والفنون، ومع ايقاعات الحياة السريعة والرتيبة أحياناً، ولسهولة التعامل مع تقنية التلفزة الفضائية وقنواتها المتعددة والمتنوعة، أخذ البعض الآخر، يرتاب بشكل كبير من بقاء وصمود ثقافة المدونات وان المعركة في نهاية الامر ستكون لصالح ثقافة المرئيات على حساب ازاحة الاولى، اذن ووفق هذا المنظور، هل هناك احتدام وصراع حقاً بين المصدرين الثقافيين المهمين وبالتالي في سيزيح من؟! ام ان كليهما سيواصلان دوريهما في رفد المجتمعات بالزاد الثقافي والفكري والمعرفي، كل وفق اساليبه وطرائقه الاكثر تأثيراً واجتذاباً لجمهور المتلقين؟ عن العزلة ايضا يذهب خبراء وأكاديميو الاعلام ان التلفزة الفضائية تعد اليوم الاخطر والاكثر تأثيراً على الجمهور بين وسائل الاعلام واجهزتها، المسموعة والمرئية والمقروءة، ذلك لانها قد دخلت كل بيت على وجه المعمورة تقريباً، كما انها تعمل ليل نهار ودون توقف او انقطاع على مدار ساعات اليوم، فضلاً عن ذلك فانها في متناول جميع افراد الاسرة، يضاف إلى ذلك ان عملية المشاهدة التلفزية لا تحتاج إلى مجهودات اضافية معقدة، غير البحث عن القنوات المطلوب مشاهدتها واختيار ما يلائم ذوق المتلقي واهتماماته، من هنا، حري بنا أن نعترف بأن التلفزة الفضائية وفي مختلف مناحي العالم، اجتذبت اليها جمهوراً عريضاً وواسعاً من المتلقين على حساب وسائل اعلام وتثقيف اخرى ومن بينها الكتاب، ترى لمن سيحسم الصراع، أم أن هناك تراضياً بينهما، سيبقى لائحاً في الافق حتى حين؟ (المدى) الثقافي استطلعت آراء عدد من اساتذة الاعلام والصحفيين والعاملين في الفضائيات الذين تباينت افكارهم ورؤاهم في هذه القضية الحيوية.
د. هاشم حسن: الصحافة المكتوبة ما زال لها سحرها.. ومن يدري ما يحدث مستقبلاً؟ يقول د. هاشم حسن رئيس قسم الصحافة في كلية الاعلام بجامعة بغداد ورئيس منظمة الدفاع عن الحريات عن احتدام هذا الصراع: لا يمكن التنبؤ بمستقبل الصراع بين وسائل الاعلام المعروفة الآن وتحديد الوسيلة التي ستستحوذ مستقبلاً على اهتمام جمهور المتلقين، ولا بد من ان نشير في هذا الصدد إلى اننا بحاجة لدراسات معمقة لتقنيات الاتصال وآفاقه المستقبلية، وكذلك دراسة المجتمعات البشرية ومديات تطوراتها في المجالات كافة ثم لا بد من رصد سلوك الفرد منفرداً - سايكلوجياً - وهو عضو في الجماعة - علم النفس الاجتماعي - وربما تستطيع بعد ذلك علوم الاتصال ان تحاول ان تحدد مؤشرات وليست نتائج نهائية عن مستقبل كل وسيلة في اطار علم خاص نطلق عليه - الدراسات الاتصالية المستقبلية - ومن يدري فربما ستظهر في عقود آتية ابتكارات تقنية تحدث ثورة هائلة في وسائل الاعلام تشكل لنا مفاجأة أو صدمة تماماً كما يمكن ان نتصور شعور الانسان في العصر الحجري وهو يرى طائرة أو يرى صورته في شاشة T.v أو موبايل..! ونشير ايضاً في ظل واقعنا الراهن وما انقضى من عمر كل وسيلة اعلامية إلى ان الصراع ما زال على اشده بين الاعلام (المقروء والمرئي والمسموع، والمزدوج احياناً (الالكتروني) لكن لكل وسيلة خصائصها ومميزاتها وقد قيل في النصف الأول من القرن الماضي حين ظهرت الاذاعة لاول مرة بانها ستنهي عصوراً من عمر الصحافة المكتوبة، وقيل الشيء ذاته حين ظهر التلفزيون بل اكثر من ذلك وتصور الناس اختفاء الصحافة المكتوبة والمسموعة لكن الزمن اثبت صمود تلك الوسائل وتطويراً لادائها لمواكبة التطورات. .....واليوم نرى ان الصحافة المكتوبة ما زال لها سحرها وخاصيتها وقدرتها على توفير فرصة المراجعة وما زالت قادرة على مجاراة ومواكبة التطور واستمالة القراء لكنها ايضاً تشهد تطورات نوعية وداخلية تؤكد ميلها إلى الصورة فلو تأملنا الصفحات الاول في جميع البلدان العربية فضلاً عن الصحافة الامريكية والاوربية ودول اخرى بان الصور الخاصة بمجزرة قانا اللبنانية افترشت المساحة الاكبر من تلك الصفحات. واصبحت الكلمات (الخبر) شيئاً ثانوياً يشرح مضمون الصورة التي تميزت على الكلمات بقوة التعبير وبلاغته وسحر التأثير.. هذا مؤشر بسيط لاستجابة الصحافة للبيئة الجديدة ناهيك عن تطورات داخلية يعرضها اهل الصحافة انفسهم بما يتعلق بمصادر المعلومات الاخبارية وطرق التغطية الفورية للاحداث وصياغة الاخبار واخراج الصفحات. نحن نعيش في عالم متحرك يسير بسرعة الضوء بعد ان اصبح العالم متجسداً كله على شاشة موبايل اقصر او اصغر من اصبع الابهام! ونتوقع وبسبب اشتداد الصراع بين الوسائل سيدفع كل وسيلة لرفع الكفاءة لاقصى حد للعمود امام التحدي المصيري.. ولعل في ذلك نقطة مضيئة تتمثل بالرقي في اداء الصحفي والصحفيين في اطار سباق تاريخي مصيري يتحدد فيه البقاء للأصلح.
د. عبد السلام السامر: الصحافة وسيلة اخبار اكثر قدرة من التلفزيون والراديو.. الدكتور عبد السلام السامر، استاذ مساعد بكلية الاعلام. جامعة بغداد يوضح قائلاً: سعى الانسان عبر التاريخ إلى تحسين مهاراته على تلقي واستيعاب المعلومات عن محيطه، كما سعى في الوقت نفسه إلى زيادة سرعة ووضوح وتنوع اساليبه في نقل المعلومات لخلق الوعي بالمخاطر ومن ثم المشاركة في رؤية الامكانات الاجتماعية لمواجهتها، وكانت البداية بالوسائل غير اللفظية من خلال الاشارات الضوئية البسيطة والحركية وتطور اللغة فيما بعد جعل الاتصال الانساني اكثر قوة من حيث الاتساع والعمق المحتملين اللذين اضفاهما على مضمون الاتصال فضلاً عما كفله ذلك من دقة وتفصيل في التعبير وبصفه عامة يعد تاريخ اختراع الطباعة على يد غوتنبرغ في المانيا منتصف القرن الخامس عشر الميلادي، بداية للاتصال الجماهيري في العصر الحديث لما وفره هذا الاختراع من اسلوب فني للاستنتساخ المتعدد للمطبوعات سواء الكتب في اول الامر او الصحافة فيما بعد فاصبح الطريق مفتوحاً امام التحولات التي ادت إلى عصر النهضة والاصلاح الديني وذلك لان السلطات التي كانت تصنع سدودا منيعة في الثقافة ما عادت تستطيع مقاومة مد التوزيع الكبير للكتب والصحافة. والتي ساعدت شبكة المواصلات على زيادة سعة انتشارها وعند أواخر القرن الثامن عشر كسيت الصحافة المعركة من اجل حريتها مبدئياً في كل من بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا. وفي الوقت الذي كانت فيه الصحافة ذات التوزيع الجماهيري في اوج ازدهارها، ظهرت ملامح جديدة في عملية الاتصال الجماهيري من خلال ظهور وسائل اعلام جديدة ظهرت نتيجة التطبيقات العلمية للكهرباء "الراديو، السينما، التلفزيون" التي دخلت عصر الاستهلاك الجماهيري باسرع مما فعلت الصحافة حيث استفادت الوسائل الجديدة من وجود بنية الصحافة الاساسية الراسخة وخبرتها الكبيرة. وقد ادى اختراع الراديو في العقد الاول من القرن العشرين إلى انتاج وسيلة اتصال بعيدة المدى لاسيما بعد استخدام الموجة القصيرة لا تعتمد على الطباعة والنقل البري بل بامكانها الوصول إلى المستمعين عبر الحواجز حتى دون الحاجة إلى الالمام بالقراء والكتابة. واعطى التطور التكنولوجي في مجال الاتصال باستخدام الاقمار الصناعية دفعة قوية للوسائل المسموعة عموماً والتلفزيون خصوصاًَ للانتشار الكبير والحضور الجماهيري الفاعل في مختلف بقاع الارض حتى اصبحت بعض التلفزيونات (الفضائيات) كونية. وبعد هذا العرض البسيط وشبه التاريخي لتطور وسائل الاتصال الجماهيري يأتي السؤال الرئيس أي من هذه الوسائل اكثر تأثيراً واكثر حضوراً في الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية وهل ان اختراع وسيلة اعلامية جديدة يلغي سابقتها او يقلل من قيمتها الاعلامية وجماهيريتها؟ ان مثل هذا السؤال طرحه اصحاب الصحف عندما ظهر الراديو ومن ثم التلفزيون وفي البدء شعر هؤلاء بالخوف من ان الصحافة ستزول إلا ان هذا الخوف سرعان ما تبدد عندما استطاعت الصحف ان تكيف نفسها للتغيرات الحاصلة من خلال تطوير تكنولوجيا الصحافة فضلاً عن تطوير مضمونها وجعله اكثر تنوعاً واكثر تلبية لحاجات الجمهور المعلوماتية. اننا اذا اخذنا هذا في الجانب الثقافي فاننا نجد ان الجمهور في الاغلب ينظر إلى الراديو والتلفزيون بعدها وسائل ترفيه في حين ينظر إلى الصحافة باعتبارها وسيلة تثقيف فضلاً عن كونها وسيلة اخبار ونستطيع ان نؤكد بان الصحافة اكثر قدرة من التلفزيون والراديو في هذا الجانب مع تأكيد على اهمية الدور الذي يمكن ان يقوم به التلفزيون والراديو في الثقافة إلا ان قدرتهما محدودة في ذلك، لأن جمهور الصحافة، لاسيما الصحافة المتخصصة، يتألف من القراء أي انهم أناس بلغوا من قبل مستوى معيناً من الثقافة في حين ان جمهور الوسائل المرئية والمسموعة يشتمل على نسبة غير قليلة ممن لم يصلوا بعد إلى مستوى القراء، فضلاً عن كون الصحافة اكثر قدرة على الخوض في الموضوعات الصعبة بحكم كون جمهورها اكثر قدرة على بذل الجهد في فك رموزها من خلال القراءة والتأمل، وزمانياً هي ليست وسيلة اتصال لحظي بل من الممكن ان يحتفظ بها القارئ ويعيد قراءتها لاكثر من مره وهذه سمة لا تتوفر في الوسائل المسموعة والمرئية لانها وسائل اتصال لحظي.
المخرج علاء رضا الزبيدي: ليس هناك منتصراً أو مهزوم في هذا الصراع فيما يتعلق بثقافة الاذاعة والتلفزة الفضائية اقول ان هذه الثقافة لها خصوصيتها في توصيل الحدث او التجربة الحياتية إلى المتلقي، لأن هناك صورة تمنح المتلقي مصداقية كبيرة لما يدور من احداث على مسرح الحياة والمنقولة إلى شاشات التلفزة، وهذه احدى ميزات التلفزة التي تنقل الواقع عبر صورة لا تقبل الجدل او النقاش، طالما هناك صورة، هناك مصداقية - أما الثقافة المدونة، فانا أرى ان المتلقي ينتقي المدون الثقافي لهذا الكاتب او ذاك بحثاً عن مصداقية وجمالية سحر الكلمة فيما يتعلق بفنون الادب والمسرح من قصة أو رواية او قصيدة، ليس هناك منتصر او مهزوم، في هذا الصراع بين المصدرين الثقافيين لان لكل مصدر خصائصه وطرائقه الخاصة في التوصيل.
توفيق التميمي: من الممكن الحديث عن نهاية محتملة لهيمنة المطبوع الكاتب والاعلامي توفيق التميمي يقول: تبدو الاجابة محسومة بديهياً لصالح الثقافة المتلفزة المرئية وتثبتها احصائيات وبيانات تجريها بحوث متخصصة لهذا الغرض والامر ماض في هذا الاتجاه كما يبدو في ازدياد، قوة الجذب للوسائل المرئية على حساب المطبوعات الورقية للدرجة التي فيها من الممكن الحديث عن نهاية محتملة لهيمنة المطبوع الورقي والظاهرة بمجملها تحددها اسباب ومبررات لا مجال لذكرها في هذا الحيز المحدود ولكن يمكن القول ان الانتشار العالمي والكبير لبعض الصحف العالمية من الجرائد المطبوعة، كالنيويورك تايمز أو الواشنطن بوست والاعداد المطبوعة منها لا يمكن مقارنتها بالجذب الهائل والاستقطاب الواضح لمشاهدي القنوات الفضائية ومستخدمي الشبكة العالمية للانترنيت والدليل على ذلك هو اتجاه الشركات التجارية للاعلان في هذه الوسائل وعزوفها عن المطبوعات الورقية وهذا عنصر مهم في استمرار وتطور وسائل الاتصال مرئية كانت أم مطبوعة.
سها فاضل: اعلام شاشات التلفزة مزيف سها فاضل العاملة في احدى الفضائيات لها رأي آخر، اذ تقول: لا يمكن لثقافة المدونات ان تزول من حياة المجتمعات، وأرى ان ثقافة التلفزة بعيدة عن الواقع، خذ مثلاً ان الاعلام السياسي الذي يطل علينا من خلال شاشات التلفزة، أراه اعلاماً مزيفاً، بدليل أن كل طروحاتهم التي نسمعها من خلال وسائل الاعلام المرئية والمسموعة، تدعو إلى الوئام والمصالحة الوطنية ومعالجة الازمات، إلا ان طبيعة افكارهم على الواقع مغايرة تماماً لما يطرحونه، اجد بعض ضيوفنا قبل تسجيل بعض البرامج، يتحدثون عن اشكاليات سياسية واجتماعية وسجالات عنيفة في اجتماعاتهم داخل قبة البرلمان أو في غرف السياسة، لكنهم عندما يطلون من خلال البرنامج على المواطن العراقي فانهم يطرحون كلاماً شفافاً عن حاضر ومستقبل البلاد، لكل ما تقدم اقول ان الثقافة المدونة هي اكثر مصداقية لان كاتبها سواء كان أديباً أو مؤرخاً أو عالم اجتماع، قريب من واقع الحياة ويسجل بعمق تفكير وتأمل التجربة المتناولة من مختلف جوانبها.
عمار كاظم عباس: للثقافتين متلقون: عمار كاظم عباس بكلوريوس صحافة من كلية الاعلام، جامعة بغداد له رؤية أخرى حول الموضوع فيقول: في البداية علينا ان نقسم المتلقي إلى نوعين، بمعنى آخر أن هناك رواداً لثقافة التلفزة الفضائية وآخرين لثقافة المدونات، وأجد ان شريحة واسعة من المجتمع، وبالذات النخب المثقفة او غيرها تتعامل مع التلفاز لسهولة التعامل مع تقنياته حتى لو كان أمياً واعني هنا بالامية المعرفية او الحضارية، اما ثقافة المدونات، فاعتقد ان التعامل معها من قبل الشريحة الواعية والمثقفة بالدرجة الاساس في نهاية الامر يبقى للكتاب تأثيره ويبقى له جمهوره الخاص مثلما يكون هناك تأثير وجمهور للثقافة التلفازية الفضائية.
رفاه فاروق: التلفزيون هو الاقوى رفاه فاروق خليل ماجستير صحافة اذاعية وتلفزيونية كلية الاعلام، جامعة بغداد ترى: برأيي كباحثة علمية أجد ان ثقافة التلفزة الفضائية، اصبحت لها سلطة وسطوة على ثقافة المدونات (الكتاب - المطبوع - الصحيفة) ذلك لأن الفرد او الانسان الاعتيادي بفضل التقدم والتطور التكنولوجي اعتاد ان يجسد ما يرغبه أو يريد مشاهدته او معرفته متوفراً في القنوات التلفزيونية وما تبثه الفضائيات العربية والعالمية المتخصصة. ولصعوبة الحصول او التأخر في الحصول على المطبوعات كالكتاب فيستسهل الحصول على المعرفة والثقافة من القنوات الفضائية العربية لكن برأيي انه على الرغم من سطوة ونفوذ وهيمنة القنوات الفضائية إلا ان الحاجة للمعرفة والثقافة في ما يخص المجال العلمي قد انحسرت انحسر فقط في حاجة الباحثين والاساذة والطلبة إلى الكتاب والموضوعات الدورية وغيرها للإفادة منها في مجالات بحوثهم واصبح المواطن او الانسان العادي يجد معرفته وثقافته في القنوات التلفزيونية ونظراً لعصر السرعة الذي نعيشه اصبحت لدى بعض المتلقين صعوبة في مزاولة القراءة والمتابعة.
رسل علي: لا يمكن الاستغناء عن الثقافة المدونة رسل علي ماجستير اذاعة وتلفزيون، كلية الاعلام، جامعة بغداد قالت: بما اننا اليوم نعيش في عصر التطور والتقدم النفسي والتكنولوجي والانفتاح الكبير والواسع على العالم من خلال الفضائيات التي تقوم بنقل الاحداث اولاً باول وآخر الاختراعات بواسطة وسيلة التلفزيون التي تتميز بالخصائص تميزها عن غيرها من الوسائل المطبوعة والمسموعة، حيث يتميز بخصائص الحركة والصورة والصوت واللون. وبما ان التلفزيون هو اسهل وارخص وسيلة لدى الجمهور إلا ان هذا لا يعني الاستغناء عن ثقافة الكلمة المكتوبة، فالكلمة المكتوبة ثقافة لا نستغني عنها، لانها نتاج فكري وادبي لكتاب ومثقفين، لا نستغني عن نتاجاتهم وادبهم. فعندما نلاحظ التطور التاريخي لوسائل الاعلام مثلاً صحف واذاعة وتلفزيون والآن عصر الاقمار الصناعية، نلاحظ منذ ذلك الحين وجود الكتاب، جنباً إلى جنب مع تلك التطورات لذلك لا يزال المصدر الاول والرافد الاكبر للمعلومات بشكل اوسع وادق على الرغم من هذا التطور والانفتاح، وستبقى المطبوعات بما فيها الكتاب المصدر الاساسي والعلمي لكل ما هو جديد على الرغم من الثورة التقنية.
بهاء الدين احمد: تصادم الوسائل ويشير طالب الماجستير في كلية الاعلام بهاء الدين احمد قائلاً: بعد ظهور وتطور وسائل تكنولوجية حديثة، وبداية العصر الرقمي وتعدد وسائل الاتصال والاعلام الجديدة بدأت ظاهرة التصادم بين وسائل الاعلام المطبوعة كالصحف والمجلات ووسائل الاعلام الالكترونية كالصحف الالكترونية والانترنيت، وقد اصبح العالم اليوم كقرية صغيرة او قرية عالمية كما يقول (مارشال ماكلوهان). وبالتأكيد فقد اثرت مواقع الالكترونية والقنوات الفضائية على جمهور قراء الصحف والمجلات وقد يؤدي إلى انخفاض عددهم وحسب رأي بعض المتخصصين في مجال الاعلام والصحافة فان عصرنا الحديث هو عصر موت الصحافة المطبوعة تحت ظل الصحافة الالكترونية، ولكن برأيي فقد تأثرت الصحافة المطبوعة من خلال الصحافة الالكترونية، وينبغي للصحافة المطبوعة ان تجدد نفسها وتصدر بشكل وتصميم ومحتوى متقدم. | |
|