منتدى علوم الاعلام و الاتصال
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 من الذين يتصدرون الاعلام العربي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
amibou

amibou


انثى
عدد الرسائل : 13
العمر : 36
العمل/الترفيه : etudiente
المزاج : normale
تاريخ التسجيل : 02/03/2009

من الذين يتصدرون الاعلام العربي Empty
مُساهمةموضوع: من الذين يتصدرون الاعلام العربي   من الذين يتصدرون الاعلام العربي Emptyالسبت 14 مارس 2009 - 9:19

أمضيتُ الأيام العشرة الماضية في حالة تأمل وتتبع حثيث لما يتصدّر أهمّ الجرائد ونشرات الأخبار العربية، وما يتلقاه المشاهد العادي الذي لا يتمكن من الحصول على مصادر بديلة، أو على الأقلّ، مصادر ترفد وتوضّح ما يقرأه ويشاهده في بلداننا العربية. وتوصلت إلى الاستنتاج بأنّ وسائل الإعلام العربية بمجملها، تتلقى الأخبار من وكالات الأنباء من دون أن تكلـّف نفسها حتى عناء ترتيب الخبر حسب أولوية المواطن العربي، أو حسب رؤيته لذاته وصورته عن نفسه وحقوقه، بدلاً من رؤية الآخرين له وانقضاضهم على أوطانه وتراثه، واغتصابهم لأرضه وهويته.
ففي كلّ يوم تصلنا أخبار شخصيات لا نعلم ما إذا كانت موجودة فعلاً، لأنها أصبحت شخصيات خرافية، كالزرقاوي وبن لادن وأبوحفص، يتم تصويرها كأنها قادرة على ضرب شمال الكرة الأرضية وجنوبها والتفوّق على آخر ما أنتجه العقل البشري من علم وتقنية! وبغضّ النظر عن دقة أو خطأ المعلومات المتدفقة عن هذه الشخصيات، فما الذي يعني المواطن العربي بهذه الأخبار التي تتصدّر الصفحات الأولى في الجرائد العربية، بينما يوضع خبر امرأة فلسطينية اضطرت إلى الولادة على معبر رفح مما يمثّل قمّة الإهانة لكل امرأة عربية وكل زوجةٍ وأمّ في العالم، في الصفحات الداخلية للجرائد العربية، أو تبحث عن تقرير الإيسكوا والذي احتوى إحصائيات مرعبةً عن عدد أشجار الزيتون التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي في الضفة والقطاع، والتي تمثّل بحد ذاتها كارثةً بيئيةً واقتصادية وإنسانية، كما ساق إحصائيات بعدد المنازل التي دمرها الاحتلال والأطفال الذين استشهدوا والنساء اللواتي اعتقلن الشباب المقاوم المؤمن الذي يقضي في سجون الاحتلال، فلا تجد لهذا التقرير أثراً إلا في عمودٍ صغيرٍ في صفحة داخلية، يذكر التقرير مجرد ذكر من دون أن يتناول بالتفصيل جرائم الاحتلال الإسرائيلي، بينما تناول الإعلاميون والمثقفون العرب تقرير التنمية البشرية على مدى سنوات ليستشهدوا به على تخلـّف المرأة العربية وتخلـّف الاقتصاد العربي وانتشار البطالة وما إلى هنالك من توصيف، كان القصد منه وضع الإصبع على الجرح، وإذ به يتحوّل إلى مادة للتشهير بالعرب والعروبة والبرهان على أن العرب غير قادرين على توجيه دفة مركب حياتهم، وأنه لا بدّ من التدخل في شؤونهم كي يواكبوا الحداثة والتقدم!
وإذا ما هجرت الجريدة وحاولت مراقبة الأخبار على شاشةٍ ناطقةٍ بالعربية، تقرأ «مقتل أربعة ناشطين فلسطينيين»، وتكتشف بعد أن تقرأ النيويورك تايمز، أنهم أطفال في عمر الورد استشهدوا في عملية اغتيال بدم بارد ضمن حرب إبادة تستهدف اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه ودياره، واستقدام هؤلاء من أميركا الشمالية وفرنسا إلى أرض ليست أرضهم، كي يبنوا المستوطنات ويمتلكوا بيارات البرتقال والزيتون، بينما تحاول المرأة الفلسطينية المقاومِة الإمساك بأرضها العزيزة الغالية، لكنّ جنود الاحتلال يرمون بها بعيداً عن الأرض والديار، وتجرف بعدهم جرافات الحقد أشجارها وتربتها الخصبة، ليأتي المستوطنون ويحتلون هذه الأرض.
وتراقب أخبار العراق، حيث يتحول الشعب العراقي إلى أرقام أيضا،ً فترى أنّ عشرين قتلوا في الموصل وثلاثين في الفلوجة، ولا تلحظ اسماً أو انساناً إلا حين يكون المقتول ذا جنسية أميركية أو أجنبية، حينذاك فقط تتم أنسنة الضحية ليشعر المشاهد أن حياة ً إنسانية ً غالية ً قد زهقت. وعليك أن تكون دؤوباً ومتابعاً كي تطـّلع على ما يجري لمدينة بابل من نهبٍ مستمر لآثارها، ولتعلم أن وزير الثقافة العراقي لا يتمكن من الوصول إلى داخل المعسكر الأميركي، حيث عمليات الحفر والتخريب والسرقة لمدينة بابل وموقع أور والمواقع الآثارية في ذي قار ونينوى والمثنىّ والقادسية، حيث تؤكد الأخبار «سقوط بعض الأسوار وسقف في قصر الملك نبوخذ نصر، الذي بني وعمّر بابل بعد الملك حمورابي».
ثمّ تطـّلع على خبر أن الأمين العام أعطى الحكومة السودانية ثلاثين يوماً لوقف عنف الميليشيا العربية، كما اسموها، في المنطقة الغربية لدارفور. ونتساءل: لماذا لا تعطى إسرائيل أي وقتٍ لوقف حرب الإبادة التي ترتكبها يومياً بحقّ الشعب الفلسطيني، الذي يبحث عن الأمن والسلم والأمان في أرض أبائه وأجداده؟ ولماذا لم تأخذ الأمم المتحدة باقتراحات فرض عقوباتٍ على إسرائيل لإرغامها على تطبيق قرارات الأمم المتحدة كما يتم في حال أي بلدٍ آخرٍ يستهين بقرارات الأمم المتحدة ورأي الأسرة الدولية؟ وتقرأ عن استهداف الكنائس في العراق، وتتساءل: من هم أصحاب المصلحة في زرع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين الذين عاشوا في تآخ ٍ ومحبةٍ لمئات السنين في أرض تعتبر أنموذجاً للتعايش الإسلامي المسيحي؟ أوليسوا هم أنفسهم الذين بدأوا يتحدثون عن العراقيين كسنّة وشيعة وأكراد؟!
وتتساءل بعد كلّ هذا وذاك: كم تبعد فلسطين عن العالم، وكم يبعد العراق؟ لماذا تحمل إليك وسائل الإعلام أخباراً لا علاقة لها بالأمور الهامة والمصيرية على أرض الواقع، بل تشغلك بأوهام ونظريات وضعها أعداء هذه المنطقة وأعداء هذه الأمة في حرب تتخذ شكلها الواضح تدريجياً، بأنها حرب على العراق وفلسطين، وحرب على العرب في أوروبا والولايات المتحدة، وعلى الثقافة والهوية. لقد أصبحت فلسطين والجولان بعيدتين جداً عن أنظار الرأي العام العالمي، بعد أن عمدت القوات الصهيونية على قتل الصحافيين ونشطاء السلام وتهميش جسد راشيل كوري لدبّ الرعب في قلوب من تساوره نفسه القدوم إلى الاراضي الفلسطينية المحتلة للوقوف على حقيقة ما يحدث. وبهذا ضمنت الصهيونية تعتيماً إعلامياً كاملا ً على الجرائم التي ترتكبها يومياً بحق الشعب الفلسطيني.
إنّ ما يحدث اليوم هو حرب إبادة في بيت حانون وجباليا ورام الله وجنين ورفح، حرب إبادة لشعب أصليّ، واستقدام مستوطنين مكانه. وما يحدث في أوروبا وأميركا هو محاكم تفتيش ضدّ العرب والمسلمين بحجة مكافحة الإرهاب، وما الاستنفار في الولايات المتحدة وايطاليا وغيرهما تحسباً لهجمات إرهابية سوى ترجمة لخطط مدبّرة لاستهداف العرب والمسلمين بطريقةٍ عنصريةٍ لا يمكن أن يسكت عنها العالم لو استهدفت أي شعبٍ آخر. وإلا ّ كيف تعتبر الدول الأوروبية اقتلاع شجرة زيتون جريمة وكارثة بيئية، ولا أحد يتحرك لتجريف أكثر من مليون شجرة زيتون في الضفة والقطاع وتجريف آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية الخصبة.
إن معظم ما تقرأه اليوم في الإعلام العربي، وما تشاهده يصبّ في خدمة الترويج للحملة التي تستهدف العرب مسلمين ومسيحيين ـ في ديارهم وفي المغترب ـ وما نحتاج إليه ليس منع بثّ تلفزيون المنار في فرنسا، بل إطلاق فضائيات وجرائد عربية تتحدث عن العرب والهوية العربية والحياة العربية، من مرجعية عربية تدق ناقوس الخطر لما يعتري آثارنا وهويتنا وصورتنا في الغرب. فهذه المنطقة تشكل جوهرة للعالم في الحضارات والأديان والتعايش والتاريخ والإبداع والمساهمات الفكرية الخلاقة. واستنتاجي الأخير، هو أننا يجب أن نبدأ بصياغة إعلام يعبّر عن قضايانا ومرجعياتنا وحقوقنا وهويتنا، ومن ثمّ الانطلاق به إلى الساحة العالمية بعد أن نشكّـل مرجعية لجمهور عربي أصبح اليوم ضحية ً لإعلامٍ يستهدف وجودنا ويمكث في عقر دارنا وغرف جلوسنا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من الذين يتصدرون الاعلام العربي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الاعلام العربي والمجتمع
» سلطة الاعلام غير المرئية
» التحديات الاعلامية في وجه الاعلام الاسلامي
» الاعلام و الديمقراطية في الجزائر
» الاعلام واخلاقيات المهنة بالجزائر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى علوم الاعلام و الاتصال :: مقالات اعلامية-
انتقل الى: